الاثنين، 9 نوفمبر 2015

قل إني كفرت ..و امن.




لما لم تدم النعمة لعبد الدولار الذي ربح عبد الدرهم بن دينار و قضى عليه في تداول وحيد اليوم .. الرطوبة إعتلت و الصباح قد طل و الشمس تداعب الأسرة من جفون السماء .. و سكب القهوة لا يزل مستمراُ .. و قتل الجميع .. لكن المخرج ظل حياُ و وجد مخرجاُ يخرج منه بعد فشل إخراجه .. وقتلت الكلمات كاتبها .. و كل الكتّاب .. و إستمتعنا برشقات الحروف .. التي تغني بصوت الأزيز أغنية الحرية .. أغنية الدعابة .. أغنية الفرحة وسط بضع ديوك و فراخ.

إن عبادة الشئ الموجود و المادي و الذي تستطيع أن تلمسه و تراه و تشمه و تسمعه هي عبودية دنيئة تنزع منك حرية الشئ و التصرف و التصريف و التفكير , عبادة الله هي في حد ذاتها حرية و حرية مطلقة .. الله لن يقتلك إن لم تعبده و لن يذبحك أو يسجنك .. لن يرغمك على عدم التفكير في ترك عبادته .. كيف لاتكون عبادة الله حرية و حرية مطلقة و هو الذي ترك لك حرية الكفر به .. بغض النظر عن وجودية العقاب في القيامة من الجنة و النار.
ربما أنت لا تؤمن به و كافر به .. و لكنك تقول بأنك تؤمن بقوة عظمى خلقت الكون و صنعته .. تسميها القوى العليا .. أحدهم يسميه المهندس الأعلى للكون .. و الأخر يقول بأنها الطبيعة..لك أن تسميها ماشئت .. لكن بشريطة أن تعاين المعايير و المواصفات لينتهي بك الأمر بأن القوى العليا هي القوى العظمى و هي الطبيعة و هي المهندس الأعلى للكون الذي هو الله .. الواحد .. الخالق .. المبدع .. الذي عدد لنا من أسمائه مانعرفه و مالا نعرفه.
إن الخلط بين وجوبية الإيمان بالدين و خالق الدين هو الخطاء الذي يقع فيه الكثيرون ..  أوجب الإيمان بخالق الدين .. ولو أمنت ستصل لدين الخالق .. و ستتحرر من عبودية المادة و الكفر باللامادي إلى عبادة مالا عبادة إلا له.
إن ذهبت لشراء تذكرة لفيلم سينمائي جديد .. وجدت إزداحماُ عليه .. لم تحصل على تذكرة .. وعند إنتهاء العرض .. أخبرك الجميع بأنه أجمل فيلم شاهدوه في حياتهم .. عندها سوف تكفر بذلك تعزية لنفسك التي لم تستطع الحصول على تذكرة .. و تقول بأن الفيلم ليس جميلاُ حتى يثبت العكس بمشاهدتك له .. و لكن متى .. بعد فوات الأوان .. بعد أن ظهر فيلمُ جديد.

ولا زلت أقول لك بأنك لم تقرأ .. أو أنك قرأت .. و حفظت .. و لكنك لم تفهم .. قراءة الحفظ ليست هي قراءة الفهم .. ليس المهم أن تقراء كثيراُ .. المهم ما ستقرأ و كيف ستقرأ .. فـ إقرأ .. أو تراك لاتعلم ما أنت به قارئ .. فـ أقول لك نيابة عنه بأن تقرأ مالا حروف به .. ومالا كلمات فيه .. أن تقرأ الحشرة و الألوان و النور و الماء و الحياة و القسوة و العقاب و الأمل و فرح و السعادة و الرأفة ... إقرأ أسمائه لتعرف أنه هو خالقك .. الإنسان هو الصورة المصغرة من خالقه كما يقول العارف بدين الله القطب الظاهر الإمام النفري .. أنت سميع و بصير و  واحداُ فرداُ .. وهو السميع و البصير و العارف و الواحد فـ إقرأ أرجوك.


الجمعة، 23 أكتوبر 2015

بركة الدماء

مساء الجمعة الثالث و العشرين من أكتوبر وسط ماتبقى من بنغازي.
الجو رطب .. مرفق بنسمة بداية الشتاء .. رفقة الكاميرة صرت أمشي بين صفوف المتظاهرين الرافضين للوصاية و الذل و المهانة و الرافعين لشعار بنغازي و ليصمت الجميع .
ألاف الوجوه رأيتها اليوم حملت في ملامحها ملح بنغازي المدينة .. لا ألتقط الصور إلا للوجوه .. لا لافتات و لا صور جماعية فقط ألتقط الوجوه .. ذاك الخليط و النسيج الغريب لـ لباس بنغازي رأيته اليوم.
فزاني و مصراتي و بدوي و قريتلي و أمازيغي و تركي و مصري الأصل .. كلها كانت مجتمعة اليوم.
حملت حقيبتي على كتفي لأستعد للعودة مكتفياً بما إلتقطه من صور.
عند مروري بمخرج ساحة الكيش ألقيت التحية على رجل مرور يسير زحام الطريق الذي تسببت به المظاهرة حتى حانت اللحظة الذي ظننت فيها  أن عزرائيل جاء لتحيتي.

صوت إنفجار هائل ناحية جزيرة الدوران المزدحمة.

قذيفة!!
قتلى!!
جرحى!!
أشلاء!!
و عشرات من رجال الأمن و المدنيين يذهبون نحوها حتى غابت اجسادهم وسط الدخان الناتج عنها الكل هبوا لنجدة أخوتهم .. عجبت لأمر رجل وسط الطريق في السيارة ترك عائلته و زوجته بالسيارة و ذهب لنجدة المصابين .. كل السيارات تضغط "البيابات" و تكبر و تهتف لروح بنغازي.
لم يكد الدخان يختفي حتى سقطت القذيفة الثانية
فالثالثة
فالرابعة
فالخامسة
فالسادسة
و كان الجنون بعينه ..
البعض فقط هربوا و عادوا لمنازلهم .. حالة من الهيستيريا الجماعية ملئت المكان .. الكل يهتف بفناء روحه لأجل تراب بنغازي .. حتى النساء .. حتى الأطفال ..

ما بكم ياقوم؟
من اي طينة خلقكم الخالق؟
ألاترون الدماء؟
اليس فيكم شعور يسمى الخوف؟
أم مللتموه؟ فكرهتموه و لم يعد الخوف يخيفكم؟
ربما أنا غبي .. ربما الخوف صار يخاف أهل بنغازي .. او الأرجح أن الخوف باسل فلايقدر على ملح هذه المدينة و هم أهلها.

لم يخطر ببالي شئ سوى مقطع من رواية شكشوكة للروائي الليبي "محمد الأصفر" حين كتب عام ٢٠٠٣.

أنا الأن في بنغازي ..
أنا الأن أغني ..
وكانت ي حبيبتي المؤامرة ..
وكانت المدينة فالصباح ..
بركة الدماء ..
و كانت السماء في الصباح ..
مثلك باكية.

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

نصفُ رحلةٍ مِن بنغازي

كنا ثلاثة فتية في عربة معدنية مطلية بالأبيض تسمى  "فيتو" نجلس في الكرسي الخلفي .
و كان على اليمين شاب نازح من سوق الحوت و على اليسار شاب نازح من حي الليثي عرفت ذلك حين رميت أذني و أنا أركب و سمعت نقاشهما اما أنا بركاوي المنشاء و بوهديمي الهوى في منتصفهم.
أصدع سائق السيارة رؤسنا بصياحه عن وجود مكان شاغر  بالسيارة و التي أعلن أنها لن تتحرك إلا بإكتمال عدد الركاب.
عجبت لك يا أخي  مئة دينار على كل راكب لضاحية البيضاء لن تكفيك حتى يركب أحدهم كرسيك الشاغر!
ثم ما إن أكملت تساؤلي حتى ركب عجوز أسمر البشرة ذي ملامح فزانية صحبة حقائبه و بعض المواد الغذائية.
و بداءت رحلتنا لضاحية البيضاء من محطة الركوب بحي السلام على أنغام موسيقى النجع و صدى صوت محمد حسن الذي ما إن يدخل أذنيك حتى تستذكر أيام الجماهيرية  و الإستقرار و الأمن و الأمان و هكذا قال السائق حين فكر بصوت عال.
كان الطقس جافاً ممتلئاً بالعجاج و الأتربة رغم مرورنا بمراع المرج الخضراء و مزارع فرزوغة و العويلية الجميلة.
أشعل النازح من حي الليثي على شمالي سيجارة قبل أن يعرض علي التدخين .. رفضت حتى لا اغوص معه في نقاش يبكي فيه حرقته من النزوح و التهجير من المنزل و يلعن سلسبيل أم الحرب على أم حفـ*****((حُذفت لأجل مصلحة الدولة العظمى)) .
لبست سماعة الموبايل و سرحت مع محاضرة مسجلة للدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن أينشتيان و نظرية النسبية .. بداءت أفهم النظرية النسبية شيئاً فشئ رغم رائحة الصنان و العرق و الأحذية و الجوارب العفنة التي تملئ السيارة و رحت أهيم مع الدكتر مصطفى في مدى دهاء أينشتاين الذي ربما يكون نسبياً حسب نظريته،شعرت بيد جافة تضرب كتفي لألتفت على يميني و أجد شفاه النازح من سوق الحوت تتحرك أمام وجهي،الشفاه كانت له أما الصوت فكان للدكتور مصطفى محمود حفظ الله سره، ازلت السماعات من أذني لأسمع هذا الأخرق الذي طلب مني ولاعة ليشعل سيجارته .. بحثت عن الولاعة في حقيبتي و لم أجدها..يبدو أنني نسيتها عن مدخل المنزل و أنا خارج .. طلبت من فتى الليثي ولاعة و همت أرسلها لسوق الحوت لينفخ نيكوتينه بعيداً عن أنفي.
نازحوا سوق الحوت هم الأكثر مللاً و ضجراً من بين سكان بنغازي .. يتحدثون عن منطقتهم واقفين على أطلالها و كأنها هي فقط بنغازي و الباقي عبارة عن ضواحي .. أقارن كلامهم قبيل الحرب عندما كان يسبون بورع منطقتهم ويشتكون من كثرة الضجيج و المشاكل و القذارة البشرية التي أصبحت تسكنها أما الأن فيثقلون كاهلنا بأمنياتهم كـ صالتو واحد بشط الشابي او رشفة قهوة من مقهى تيكا أو جلسة مسائية بميدان البلدية او ميدان سوق الحوت.
إن بنغازي ذات الملح و ذات العفن لم ترى يوماً أياماً ملاح أو هكذا تقول الأسطورة .. أو هكذا يقولون من يروون الأسطورة من القيل حتى القال فكانت لهم الأسطورة و كان لنا واقع مغاير لكل الأساطير و كان لبنغازي الملح و البارود و بضع بقع من الدم المجلط.

إنني اليوم أكتب من بنغازي .. و لا أعلم ماذا أكتب .. أو لماذا أكتب .. ما أعلمه أنه سيأتي يومُ أكتب فيه خارج بنغازي .. و لكن عن بنغازي.
ربما سأكتب فيلماً .. أو رواية .. أو رسالة حب لأكسب ود إحداهن .. أو ربما رسالة عزاء لصديق .. أو رسالة وداع لأمي .
أنا إبن بنغازي .. لا أعلم من هو والدي .. ربما أكون إبن زنا .. ربما يكون والدي عسكرياً أو ملكاً أو شيخاً أو ربما جندي إيطالي ضاجع بنغازي بعدما سكر معها بحانة فندق برنيتشي ..لم أخلق من تراب .. بل من رمال .. يجري الماء و الملح في عروقي .. عندما أحب أنا أغني مرسكاوي .. و عندما أتكدر أنا أغني مرسكاوي .. عندما أجوع أكل فاصوليا أو مفروم أو فول بخبز قمح دائري ..

أنا مزيج من البادية و الحضارة.
أنا كرم و جود و مروؤة البادية
و أنا ثقافة و نبغ و وعي الحضارة
حتماً لن أعيش بسعادة
لكن حتماً على ولدي أن يعيش بسعادة.

السبت، 10 أكتوبر 2015

بلغم

لا أدري .. هل هو بداية أسبوع أم نهاية العالم .. عجاج و عجاج و موت و ظلام و حكومة .. لا طعم للسجائر اليوم ولا متعة في تدخينها .. كذلك القهوة لا كيف في شربها .. بنغازي اليوم ماء ضحل .. لا طعم ولا لون ولا رائحة.
رجال شركة الكهرباء الأشاوس الأبطال الثلوب  الفراسين فروخ النبة لازالوا لايجيدون التعامل مع الأزمات عندما ترتفع درجة الحرارة ولو قليلاً فيحصل الإطفاء العام و تحاصر بنغازي لتغوص في ظلام مبين و يتحججون بضعف الإمكانيات و قلة الموارد.
لماذا تكذبون؟
لماذا لاتنطق ألسنتكم القذرة بالحقيقة لتتحججوا بقلة خبرتكم و ضعف كفائتكم قاصدين بأن الأمر أكبر منكم.
إن حجم المنيكة التي نعانيها أصبحت لاتطاق ..
جميعهم يتمنيكون علينا .. الزبال .. الصراف .. الشرطي ..  الطبيب .. العسكري .. السياسي.
كلهم يمارسون علينا المنيكة و المزايدات كأنهم لا يتحصلون على مقابل لخدمتهم .. ربما لأن أموال فسادهم الإداري و رشاويهم تساوي أضعاف المرتب فلذلك يستحقروننا لأننا لن نجنيهم ماسيجنون إذا عاثوا تحت الطاولة فساداً.

أنا الأن لا أكتب .. أنا الأن أدون .. و أولول .. و أبكي قيحاً و زفرة  .. بلغ السيل الزبى .. بل أنه بلغ "ز**"
ولم تعد لي طاقة لأتحمل ثقل طاقتكم أيها الشعب.

بنغازي أستجديك أن تبيعي القضية .. دعينا نستفيد بمقابل البيعة .. سنشتري منزلاً بالبركة .. ثلاثة أدوار .. سنبني جراجات في الدور الأرضي و نقوم بتأجيرها كمحلات لبيع الملح .. نحن في حاجة للملح .. لأننا شعب سامط .. الدور الأول سنقوم بتأجيره لعائلة صغير .. و نسكن أنا و أنت الدور الثاني .. سأفرح إن ملئتي السطح ببعض الزرعات .. زرعة نعناع .. و زرعة حبق .. و زرعة تيه .. سنعد الشاي في السطح و نضيف له من كل زرعة ورقة لنتمتع بعبقه .. و نشاهد الناس من الأعلى ..  تشيرين لي للسارق لأبصق عليه من فوق السطح.
تشيرين للمرتشي .. أبصق
تشيرين للضال .. أبصق
تشيرين للفاسد .. أبصق
تشيرين للشاذ .. أبصق
تشيرين لي .. فأصفع وجهي بكفي و أستيقض من حلمك.

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

بنغازي و عُقد الفريق

الخامسة مساءً بتوقيت بنغازي .. أو ماتبقى منها .. خرجت من منزلي بحي بوهديمة بعد مشاهدتي لفوز مانشستر يونايتد على ساوثنهتون بثلاثية نظيفة .. ترشفت الشاي مع والدي بُعيد المباراة و ارتديت ماوجدت من ملابس و خرجت.
بعد سلامي على جيراني البلهاء لفتت نظري الحالة المرروية التي كانت تكاد تخلى من السيارات و المارة تحت جسر بوهديمة الذي أصبح معبراً حدودياً الداخل إليه مفقود و الخارج منه مولود.
أنا الأن في الحدائق .. و حال الجميع ضائق .. إلا من داعبت خلاية دماغه جرعات النيكوتين فـ بها كان رائق.
أنا بحي الفاتح .. أذوق المرار الطافح .. سيارات الإسعاف كثيرة .. زحمة زحمة .. و سيارة يدعي من يقودها بأنها عسكرية تتسلق الرصيف و تهشم ماتبقى منه .. يقسم من فيها بأنه تأخر عن محور الحرب و كأنه تأخر عن دوامِ وظيفي بالشركة العامة للمياه و الصرف الصحي.
لا أذهب للكيش ولا السبالة و البركة لم تعد كما كانت .. أما الماجوري فسكانه سلالة من المذنبين المؤلفة قلوبهم سأستمر في كرهه حتى يخرجوا عن خوفهم و جبنهم ليعيدوا فتح شارع أربعطاش و ينظموا شارع الفاتح.
أنا الأن في مكان ما .. أشرب المكياطة و أنفخ سجائري في نسائم الخريف .. بعد جولتي تأكدت أن المدينة التي نعيش فيها ليست بنغازي .. و ليست رباية الذائح بل هي مدينة أخرى .. ربما ذائحة.. أو راقصة .. على أزيز الرصاص المنحس .. تهز نهديها .. فيصفر لها الهاون تحية كتحية المجد لمن يصنعونه .. السكان هنا وصلوا أعلى حالات التبلد التام .. أيضاً هنالك تيار مغناطيسي غريب يسير في عقول السكان يجعلهم يكرهون بعضهم و ينبذون بعضهم و يسبون بعضهم وإذا حصل بعضهم على فرصة للنيل من بعضهم فسوف يستغلها للقضاء على بعضهم و إن بعض الظن إثم .. أم إسم .. أم حزم .. فمتى الحسم؟

وعلى ذكر الحسم لدي عدة أسئلة أتمنى ي قارئي إن كانت لديك السلطة لتقتلني أو تسجنني أن تفهمها كأنها أسئلة رياضية عن كرة القدم و ليست ذات إيحاء سياسي أو عسكري.

س1/ أين تدرب الفريق؟ومن أشرف على تدريباته؟
س2/ أيكفي الفريق شرف المشاركة؟أم أنه يطمح للفوز بالكأس؟
س3/ هل سيشارك الفريق الموسم المقبل ببطولة خارجية أم يكتفي بالبطولة المحلية؟
س4/ أذكر لي فريقاً خسر مباراة إعتزال لأحد نجومه؟

أنا واثق أن فريقنا لن يخسر مباراة إعتزال نجمه حيث سطع يوم الأمس من قرية المرج إحدى ضواحي بنغازي و تمتع سكانها بمنظره وهو يتلئلئ .. أما سكان بنغازي .. أو ماتبقى منهم .. لم تحرمهم عدالة السماء من خيراتها فتمتعوا برؤية الخسوف الدموي فجراً بالسماء الذي لم يطل كثيراً .. أما الدماء في شوارعها فلم يحن أوان خسوفها بعد.
إن هذا الرجل يملك من الحنكة و الدهاء مايكفي لأن تحترمه و أن تهابه , فنتاج خمسون عاماً من العمل العسكري و ربما المخابراتي لابد أن يكون النجاح وتحقيق المراد.
لكنك ياقارئي يدور في رأسك مايدور في رأسي الأن ,هل هذا الرجل هو المهدي المنتظر الذي سوف يقف أمام أكبر المشاريع البشرية نظماً ألا وهو النظام العالمي الجديد وسيطرة القوى الإمبريالية على العالم أم أنه شكلُ جديد و أداة جديدة لتنفيذ هذا المشروع بعد فشل تمكين أخوية "الأخوان المسلمين" أم أنه سيشكل فعلاً مع جاره المصري أداة ردع لهذه القوى لتعود لنا قوميتنا و كرامتنا التي فقدنها.
إن هذه الحرب سوف ينهيها عندما يطيب خاطره .. يعرف من بجانبه .. و من ضده .. ما طبيعة مستقبله السياسي وبأي وقت سيؤدي فروض الولاء و الطاعة لمدربه و لربما هو قام بتأديتها مسبقاً ولربما هو ماضي في تجهيز حملته الإنتخابية و خطة عمله منذ الأمس .. سوف تنتهي هذه الحرب بنفس السيناريو التي بداءت به .. سيدي فرج .. الهواري .. القوارشة .. بعدها سيحتفل الجميع .. أحدهم سيحتفل برمي البندقية و العودة لحياته و أسرته .. أحدهم سيفرح لأن الحرب التي أوقفت التجارة و التعليم و العمل إنتهت ولكن الفرحة الكبرى و العرس الكبير سيكون من نصيب المئة ألف مواطن و نيف الذين سيعودون لمنازلهم التي هجروا منها طيلة عام أو أكثر.. أنا لن أفرح لأنني لا أعرف كيف أفرح بطبيعتي .. لكنني سأحاول.
يبدوا أننا سنعيش بعضاً من الإستقرار و الهدوء و الزهاء قليلاً ثم لنستعد بعد ذلك لنقاتل صحبة الفريق عدواً من خلفنا بداء يعد العدة و لن يهنئ حتى ينال مراده أو يفنى دون ذلك.

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

مناشير لـ خاصة الخاصة.

حتف .. حزم .. حسم .. حفتر  .. أم إنها حالة الفتور التي  وصلنا إليها .

مرحباً بنغازي .. مرحباً بالملح .. مرحباً بالغازي ولا مرحباً بالخائن ..

الغازي أشرف من الخائن .. الغازي يقتلك برصاصة في رأسك أما الخائن برصاصة في ظهرك.

الحرب إنتهت .. أما القتال فلن ينتهي.

أذكر أول إطفاء عام في الكهرباء،كتب الناس على صفاحتهم أن الفيس بوك دون البنغازة لاطعم له،أما اليوم فلن تفرق بين التايم لاين قبل و بعد الإطفاء العام.

الخريف يتغير مع مرور السنوات .. سنة يأتي بطعم الصيف و سنة يأتي بطعم الشتاء .. أما هذه السنة فأتانا بطعم الكساد و الملل.

عازف العود و عازف الرصاص كلاهما يقتل .. عازف القانون أكثر علماً بالقوانين من شرطي و أكثر تعباً و جهداً في عمله،علمت ذلك حين أعتقلت.

حفتر شخص ينفذ مايدور في رأسه .. لكنه بطيئ .. وبطئه مقصود لكن أغلب الناس لايعلمون.

العالم ملعب كرة قدم .. فريقان يتنافسان .. دون النظر للدين .. دون النظر للجنس .. ليبيا هي منطقة الجزاء.

الحرب من أجل الفكر أكثر سفكاً و قبحاً من الحروب العرقية و حروب الأديان و الأجناس.

بنغازي تلعب دور الهجالة .. ضنت فقيدها مات في وادي جهنم،لكنه سيعود إن أراد المخرج ذلك.

النجاح المُطلق هو وقود الغرور و الذي هو وقود الفشل،تماماً كالبترول و الديزل و البنزين.

ليبيا تركة .. أصاب ملاكها الضلال و من يظل فلن يجد له ولياً مرشداً.

أن أشكك في بعض الأحاديث .. لايعني تشكيكي في رسالة محمد.

الخمر و الزنا حُرمت على أهل الدنيا لأنها جميلة.

العالم لن ينتهي قريباً .. لكننا نسير نحو منعرج تاريخي .. و خريطة عالمية جديدة .. إنه النظام العالمي الجديد.

الفاصوليا بالكرشة يتم فيها التغميس .. أما التي دون كرشة فهي فاصوليا للسندوتشات.

يفترض أن تُباع البيرة على أرصفة الشوارع .. أو توزع بالمجان.

الفطرة الليبية تضمن السرقة .. فلا فرق بين بولغيب و من سرق سرت.

لو ان الصادق النيهوم لم يحشش لما كان ما كان عليه.

لو أن حفتر يترك المنيكة قليلاً سوف يحبه الجميع.

فشل الحوار .. تحرير بنغازي .. حل النواب .. تسليم السلطة لمجلس عسكري و أخر رئاسي .. أشياء ستحصل في فترة وحدة .. و لن اتفاجئ إن كان الدستور جاهزاً بعدها بقليل .. هكذا هو المخطط.

العادة السرية تنمي العقل .. و تساعد على جريان الدورة الدموية و تنظيف الجسم من سموم الشهوة.

الإعلام وسط فاسد .. لكن يمكنك العمل فيه دون أن تكون في وسطهم .. أستلهم ذلك من البلاي ستيشن.

الموت شعور بالدفئ يغمرك .. راحة للميت .. و عذاب للحي .. هكذا قالا لي رفيقاي عندما زرتهم فالبرزخ حيث قطعت لي البيرة تذكرة الذهاب و العودة.

السياسة يجب أن يبتعد عنها العوام .. ويمكن الإستعانة بكرة القدم إن أراد العوام ابعاد السياسة عنهم.

الحمار حمار .. و الحصان حصان .. أما البغل فهو مثل فرج اقعيم .. إبن حرام.

ترانيم الصوفية .. أصدق ماسمعت .. تثير شهوة الروح .. و تنير العقل.

و عادت بنغازي كما كانت .. دور سينما هايتي و برنيتشي .. حانات و خمارات .. ماتت الطبقة المتوسطة بسبب الحرب .. فعاد البرجوازيين من من هجروها فالحرب .. و أصبحت المقارنة بين الغنى و الفقر .. و عادت لتكون بين الأهلي و الهلال .. الكاتدرائية لم تتضرر .. وعاد ذاك العسكري يخلع رتبته و بدلته وليرتدي ربطة العنق الحمراء و بدلة سوداء.

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

قصاصات من بنغازي .. صلاة للحياة.

سطح منزل أل أفرنج بحي الرويسات وسط بنغازي .. قبيل منتصف ليلة الخميس .. الجو رطب .. سيبتمر عاد بنسمة خريفية كهواء سجسج و أنوار الإحتفالات بعيد الفاتح السابع و الثلاثين .. السطح ممتلئ بحوالي خمسين شخصاً .. ساقي "القرابة" يجهز الكؤوس ..  أيضاً ساقي العصائر و من يعد الشاي .. رائحة خروف الشواء تنبعث من الكوانين لتداعب أناف الجياع طعاماً .. أما الجياع فناً فيرتادون أقرب الأماكن لعازف الأيقاع الذي يسخن الدف على قعر ممتلئ بالجمر و عازف العود يداعب أوتاره وكأنه يناغي رضيعة فيبتسم كلما أبتسمت .. عازفا القانون و الكامنجا تجاورا .. أما الفراش الخالي وسطهم كان ينتظر جالسه .. الميكرفون ينتظر .. و كوب الماء قرب الفراش ينتظر .. حتى عم صوت تبعته تصفيقة حارة أرجاء المكان.
وصل إبراهيم ، وصل الصافي ، ملك الليلة، وكل ليلة، ترجل يجتاز الرؤوس ليصل لمكانه .. عرقلته بعض الأيدي لتسلم عليه ، و عرقله ساقي القرابة بكأس مكسورة بثلج مجروش و مشروب غازي ، لكنه رفض فهو لا يشرب .. هو يغني فقط ، من يقم بالشواء ناوله قطعة لحم فلم يردها عليه .. حتى وصل فراشه .. الفراش فرح .. و الميكرفون ابتسم .. و كوب الماء أحدث داوئراً في قعره من شدة الفرح .. جلس إبراهيم يتناول قطعة اللحم .. و بدء باقي عازفي الفرقة يجهزون نوتاتهم ببروفات للحون المرسكاوي المعتقة .. المرسكاوي ترانيم .. صلاة للحياة و لعنٌ للقدر، عتاب شوق و شوق حبيب،وغزل في الحبيبة،و منبر تُبعث منه نصائح للماضين فالحياة الدنيا.

قبيل بدء الحفلة تعزف الفرقة بعض الألحان العربية هي كالمعلقات لأم كلثوم خاصة و فيروز أحياناً ..يمزجونها بضربة الدف و الإيقاع الليبي لتكون لغة لن يفهمها إلا من طال شوقه لسماعها عارفاً قيمتها و مضمونها .
صاح أحد الحضور تفوح من فمه رائحة القرابة وهو يهتف .. هضه من هضه من هضه من؟
والصافي سيد الفن.
صفق للجميع .. و ضحك .. و ابتسم .. حتى أعلن ضابط الإيقاع عن بدء الحفل.

مزق قاص هذه الرواية الورقة .. و أخذ أخرى جديدة .. أكثر بياضاً .. و قلماً أحمر .. أشد حمرة من دم فض البكارة ..  وطلب من النادل قهوة .. سيدفع ثمنها بشريطة أن تكون أشد مرارة او حلاوة من ما سيكتبه.

عزيزتي :  بنغازي

بعد التحية ..
إن عيني التي زادت هالتها السوداء أسوداداً ضلت "تتخايل فيك" اما مكانتك لاتزل مثلما هي بعدما وضعتك "حجاب لعيني" و لإنك "السمراء" و "الجميلة" التي "من دونهن شالت العقل معاها" فقد "إحترت معاك هيا دبري لي".
أيتها "النجمة" لماذا لازلتي تنرين  "دروبي العوجة" دون أن تنطفئ منارتك ولو للحظة؟

ها أنا ذى "جيتك جيتك " محبة فيك و منك أستجديك أن تعيدي لي راحة البال و "نسوم البحر و الموج و اخريبيش" و "حلو البحر الأزرق على مذاقه،لم أقدر أن أنسى "صورتك من بالي" فكيف أن تعود راحة البال دونك؟

أنتِ "نور عيوني" و أنت صاحبة الزول الفارق "ع الغزال بصيفة" حقيقاً أنا "مرايف عليك" ي صاحبة "السماحة و رشاقة القد" .. أحياناً أنساك..لكن سرعان ماتعيدك "أفكاري ليا" ي "غزال الوادي".
و رغم أن "الغرام خذاني" في "شوارع المدينة" و طال "الإنتظار" لـ "كلمات الحب" في "شمس الشمس"  وهكذا كان حال الكثيرين في "المدن الكبيرة".
فأنا لست "بياع الهوى" تحت  "شباكك" ي ذات "العيون الحور"