الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

مِن خيالك في السراب

الجو رطب .. النسمة عليلة .. و الإضاءة هافتة أو مُهفتة .. بـ أموالي الكثيرة إشتريت أحمد فكرون و فرقته القديمة ليغني لي أغنيتي المفضلة و التي أشرد حين أسمعها ..

اه ي هارب في الليالي
مِن ليالي في الضباب

حُزن قلبك في قلبك
مِن عذابك في العذاب

مِن غرامك في غرامك
مِن خيالك في السراب

مِن أسى حبك في حبك
مِن شرودك للغياب
و العمر عدىَ و هروبك ينتهي يوم الحساب.

و على ذكر يوم الحساب فهو كان يوم أمس ..كل ماسمعناه عن المسيح الدجال و المهدي المنتظر و يأجوج و مأجوج و أن الروم سينزلون مرج دابق الخ.. لم يحدث .
كل ماحدث أن هناك شخصاً ذي رائحة فم كريهة نفخ في الصور فأغمي على كل سكان المستديرة.
أستيقضت على ثلاث طوابير فيها الملائين من البشر .. طابور الجنة و طابور النار و طابور أهل الفرقان الذين لايدخلون الجنة ولا النار بل بين البينين وهذه الطابور الذي وجدت نفسي فيه .. أمامي طابور هائل فيه من الزنج و الإفرنج و الروم و العرب و العواقير الكثير ،إختلست السمع لكلام أحد العواقير الذي نقل خبراً من طابور الجنة مفاده أن كل ماعشنا عليه من قصص الأنبياء و الصالحين كذب و أن طابور الجنة ليس به محمد و عيسى و موسى و الخضر بل أن كل ماعشناه هو رهان بين الله و الشيطان و أن الله سيكافئ من أمن به بالجنة و الشيطان سيكافئ من أمن به بجهنم .. أما نحن أهل الفرقان سوف نعيش بمكان بينهما هو جلياً أفضل من الأرض و أغنى.

في جامع الفناء
كان ياما كان
في ليلة صورلي ماضي الزمان

عجوز بقيثارة
يروي في اشعاره
في نغمة أوتاره ألام و أحزان

في عيون الأطفال
شفت الحنين
لأساطير الماضي و أسرار السنين

حكيت علي بابا
و أحلام الأماني
و صوت القيثارة في الليل الحزين

صوت المأذن
كسر المباني
شفت المغاره في قصور السلاطين

في منزلي بالفرقان لايزل فكرون يغني.. قد طلبت منه أغنية "جامع الفناء" و أحسن غناءها .. معي ٦ عُلب جعة "بيرة" مصرية الصنع نوع "ماستير" أتذكر أخر أيامي الجميلة في الحياة الدنيا عندما كنت رئيساً لجمهورية نفسي بعد إنقلابي على تاج الحب بثورة بيضاء لم يسفك فيها دم .. حينها غدوت إنساناً غير مبالي بشئ سوى نفسه .. أعيش عيشة الدواب أكل و أشرب و أدخن السجائر بشراهة .. لا أسأل عن أحد سوى أقرب المقربين من الدائرة المغلقة جداً .. أعد سندوتشات الجبن و أقتات عليه .. أعد براد الشاي الأحمر الثقيل "أسود" عندما لاتتوفر الأموال من أجل البيرة .. اختم الليالي بسهرة هاتفية مع إحداهن و التي تنتهي بأن يهلك جسدينا تعباً فتشكرني كما يشكر السير ألكس فيرغسون لاعبيه بعد فوزهم بالبريمير ليغ  .. فأنام .. و أنام .. و أنام .. و أستيقض لأعاود لنفس المنوال .. ما أجمل الدنيا عندما تعيشها بعد نسيانك لنفسك .. ما أجمل الفوضى و الظلام و العشوائية و الحرام .. الحلال لأهل الجنة .. لينقعوه و يشربوا من ماء نقيعه .. معيشة "الفانكولو" جميلة كمعيشة "الكاميكازي" بل أجمل .. حالة سلام مع نفسك تطوي ألامك و جراح البشر و الحياة لك في ورقة و تحشيها في شرجك حتى لاتتبرز بهذه التفاهات مرة أخرى.

فكرون بداء في "المنيكة" علي .. يقول بأن وقتي إنتهى و أنه يريد أن يرجع للجنة قبل أن يقوم أحد الملائكة بالوشاية عند الله .. أعطيته ماتبقى من أجرته و شكرته و ألتقط معه سيلفي سريعاً ماطبعته و علقته على نطع ماعز مالطية على جدار غرفتي .. ازلت ملابسي و أفرغت مثانتي التي ملئتها البيرة من شرفتي المطلة على جهنم و التي أستغرقت ٥ دقائق لتفرغ .. و أنا أفرغها ضحكت على أهل جهنم الذين مدوا أفواههم تحت شرفتي ليشربوا من قذارتي التي تعتبر افضل من مياه جهنم.
رميت نفسي "نيشو" على سريري و نمت.