الجمعة، 26 سبتمبر 2014

طشة

على شط الشابي وقف هاشم يبكي مدينته ..
يبكي حالها وأحوالها ومألت إليه اليوم..  يبكي بحرقة وغضب على مافعله الذواح فيها .. هاشم شاب ثلاثيني أسمر البشرة قصير ورفيع الجسم يقطن في شقة صغيرة رفقة أمه وأخوته الصغار بمنطقة السبالة  إعتاد الناس أن يروه بسرواله المقبع من الأسفل .. وقميصه المقبع من الأكمام .. ولكي لا أخفي عليكم شئ أعتادو أن ينادونه بهاشم "طشة"  ..  ذهب يوماً بسيارته "النيسان ميكرا" يجوب شوارع مدينته بحثاً عن أي شخص يريد كورسة ((سيارة أجرة))  فهذه هو عمله الذي يجني منه مردودا مالياً بسيطا  لتوفير حاجياته الشخصية بدون الإتكال على أهله متوسطي الدخل ..  يجوب الشوارع منذ ساعتين ولم يجد أي زبون يستمر في الذواحان حتى إستقر به المطاف في وسط المدينة .. ركن سيارته ونزل يتفقد جيبه الذي لم يجد به إلا ديناران ونصف فقط ..  أخذ يتمشى في الطرقات على رجليه مر في طريقه على دكان السجائر وأشترى سجائره نوع " أمريكانا" بدينار ومن بعده مر على مقهى ليشتري كوب "مكياطة " زيادة حليب وقارورة مياه .. ليحدد وجهته نحو شط الشابي حيث قرر أن يمضي عشيته هناك .. ظل " شبشبه "  الأصبع يصدر صوت التمخيط الناتج من إحتكاكه بإسفلت الشارع حتى وصل لكورنيش شط الشابي وهناك جلس يحتسي قهوته ويدخن سجائره ويقيد أحوال الناس الذى وجد في أعينهم البؤس الذي لم يتغير .. هموم الدنيا من الفقر للإذلال في عيونهم .. على يمينه يجلس شخصان يتبادلان الهدرزة  والشكوة .. من حال مدينتهم الواقف بسبب الحرب لا دراسة ولا عمل ولا أي شئ سوى وقف الحال ..

يتبع..

هناك تعليق واحد: