سطح منزل أل أفرنج بحي الرويسات وسط بنغازي .. قبيل منتصف ليلة الخميس .. الجو رطب .. سيبتمر عاد بنسمة خريفية كهواء سجسج و أنوار الإحتفالات بعيد الفاتح السابع و الثلاثين .. السطح ممتلئ بحوالي خمسين شخصاً .. ساقي "القرابة" يجهز الكؤوس .. أيضاً ساقي العصائر و من يعد الشاي .. رائحة خروف الشواء تنبعث من الكوانين لتداعب أناف الجياع طعاماً .. أما الجياع فناً فيرتادون أقرب الأماكن لعازف الأيقاع الذي يسخن الدف على قعر ممتلئ بالجمر و عازف العود يداعب أوتاره وكأنه يناغي رضيعة فيبتسم كلما أبتسمت .. عازفا القانون و الكامنجا تجاورا .. أما الفراش الخالي وسطهم كان ينتظر جالسه .. الميكرفون ينتظر .. و كوب الماء قرب الفراش ينتظر .. حتى عم صوت تبعته تصفيقة حارة أرجاء المكان.
وصل إبراهيم ، وصل الصافي ، ملك الليلة، وكل ليلة، ترجل يجتاز الرؤوس ليصل لمكانه .. عرقلته بعض الأيدي لتسلم عليه ، و عرقله ساقي القرابة بكأس مكسورة بثلج مجروش و مشروب غازي ، لكنه رفض فهو لا يشرب .. هو يغني فقط ، من يقم بالشواء ناوله قطعة لحم فلم يردها عليه .. حتى وصل فراشه .. الفراش فرح .. و الميكرفون ابتسم .. و كوب الماء أحدث داوئراً في قعره من شدة الفرح .. جلس إبراهيم يتناول قطعة اللحم .. و بدء باقي عازفي الفرقة يجهزون نوتاتهم ببروفات للحون المرسكاوي المعتقة .. المرسكاوي ترانيم .. صلاة للحياة و لعنٌ للقدر، عتاب شوق و شوق حبيب،وغزل في الحبيبة،و منبر تُبعث منه نصائح للماضين فالحياة الدنيا.
قبيل بدء الحفلة تعزف الفرقة بعض الألحان العربية هي كالمعلقات لأم كلثوم خاصة و فيروز أحياناً ..يمزجونها بضربة الدف و الإيقاع الليبي لتكون لغة لن يفهمها إلا من طال شوقه لسماعها عارفاً قيمتها و مضمونها .
صاح أحد الحضور تفوح من فمه رائحة القرابة وهو يهتف .. هضه من هضه من هضه من؟
والصافي سيد الفن.
صفق للجميع .. و ضحك .. و ابتسم .. حتى أعلن ضابط الإيقاع عن بدء الحفل.
مزق قاص هذه الرواية الورقة .. و أخذ أخرى جديدة .. أكثر بياضاً .. و قلماً أحمر .. أشد حمرة من دم فض البكارة .. وطلب من النادل قهوة .. سيدفع ثمنها بشريطة أن تكون أشد مرارة او حلاوة من ما سيكتبه.
عزيزتي : بنغازي
بعد التحية ..
إن عيني التي زادت هالتها السوداء أسوداداً ضلت "تتخايل فيك" اما مكانتك لاتزل مثلما هي بعدما وضعتك "حجاب لعيني" و لإنك "السمراء" و "الجميلة" التي "من دونهن شالت العقل معاها" فقد "إحترت معاك هيا دبري لي".
أيتها "النجمة" لماذا لازلتي تنرين "دروبي العوجة" دون أن تنطفئ منارتك ولو للحظة؟
ها أنا ذى "جيتك جيتك " محبة فيك و منك أستجديك أن تعيدي لي راحة البال و "نسوم البحر و الموج و اخريبيش" و "حلو البحر الأزرق على مذاقه،لم أقدر أن أنسى "صورتك من بالي" فكيف أن تعود راحة البال دونك؟
أنتِ "نور عيوني" و أنت صاحبة الزول الفارق "ع الغزال بصيفة" حقيقاً أنا "مرايف عليك" ي صاحبة "السماحة و رشاقة القد" .. أحياناً أنساك..لكن سرعان ماتعيدك "أفكاري ليا" ي "غزال الوادي".
و رغم أن "الغرام خذاني" في "شوارع المدينة" و طال "الإنتظار" لـ "كلمات الحب" في "شمس الشمس" وهكذا كان حال الكثيرين في "المدن الكبيرة".
فأنا لست "بياع الهوى" تحت "شباكك" ي ذات "العيون الحور"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق