الجمعة، 18 سبتمبر 2015

قصاصات من بنغازي .. صلاة للحياة.

سطح منزل أل أفرنج بحي الرويسات وسط بنغازي .. قبيل منتصف ليلة الخميس .. الجو رطب .. سيبتمر عاد بنسمة خريفية كهواء سجسج و أنوار الإحتفالات بعيد الفاتح السابع و الثلاثين .. السطح ممتلئ بحوالي خمسين شخصاً .. ساقي "القرابة" يجهز الكؤوس ..  أيضاً ساقي العصائر و من يعد الشاي .. رائحة خروف الشواء تنبعث من الكوانين لتداعب أناف الجياع طعاماً .. أما الجياع فناً فيرتادون أقرب الأماكن لعازف الأيقاع الذي يسخن الدف على قعر ممتلئ بالجمر و عازف العود يداعب أوتاره وكأنه يناغي رضيعة فيبتسم كلما أبتسمت .. عازفا القانون و الكامنجا تجاورا .. أما الفراش الخالي وسطهم كان ينتظر جالسه .. الميكرفون ينتظر .. و كوب الماء قرب الفراش ينتظر .. حتى عم صوت تبعته تصفيقة حارة أرجاء المكان.
وصل إبراهيم ، وصل الصافي ، ملك الليلة، وكل ليلة، ترجل يجتاز الرؤوس ليصل لمكانه .. عرقلته بعض الأيدي لتسلم عليه ، و عرقله ساقي القرابة بكأس مكسورة بثلج مجروش و مشروب غازي ، لكنه رفض فهو لا يشرب .. هو يغني فقط ، من يقم بالشواء ناوله قطعة لحم فلم يردها عليه .. حتى وصل فراشه .. الفراش فرح .. و الميكرفون ابتسم .. و كوب الماء أحدث داوئراً في قعره من شدة الفرح .. جلس إبراهيم يتناول قطعة اللحم .. و بدء باقي عازفي الفرقة يجهزون نوتاتهم ببروفات للحون المرسكاوي المعتقة .. المرسكاوي ترانيم .. صلاة للحياة و لعنٌ للقدر، عتاب شوق و شوق حبيب،وغزل في الحبيبة،و منبر تُبعث منه نصائح للماضين فالحياة الدنيا.

قبيل بدء الحفلة تعزف الفرقة بعض الألحان العربية هي كالمعلقات لأم كلثوم خاصة و فيروز أحياناً ..يمزجونها بضربة الدف و الإيقاع الليبي لتكون لغة لن يفهمها إلا من طال شوقه لسماعها عارفاً قيمتها و مضمونها .
صاح أحد الحضور تفوح من فمه رائحة القرابة وهو يهتف .. هضه من هضه من هضه من؟
والصافي سيد الفن.
صفق للجميع .. و ضحك .. و ابتسم .. حتى أعلن ضابط الإيقاع عن بدء الحفل.

مزق قاص هذه الرواية الورقة .. و أخذ أخرى جديدة .. أكثر بياضاً .. و قلماً أحمر .. أشد حمرة من دم فض البكارة ..  وطلب من النادل قهوة .. سيدفع ثمنها بشريطة أن تكون أشد مرارة او حلاوة من ما سيكتبه.

عزيزتي :  بنغازي

بعد التحية ..
إن عيني التي زادت هالتها السوداء أسوداداً ضلت "تتخايل فيك" اما مكانتك لاتزل مثلما هي بعدما وضعتك "حجاب لعيني" و لإنك "السمراء" و "الجميلة" التي "من دونهن شالت العقل معاها" فقد "إحترت معاك هيا دبري لي".
أيتها "النجمة" لماذا لازلتي تنرين  "دروبي العوجة" دون أن تنطفئ منارتك ولو للحظة؟

ها أنا ذى "جيتك جيتك " محبة فيك و منك أستجديك أن تعيدي لي راحة البال و "نسوم البحر و الموج و اخريبيش" و "حلو البحر الأزرق على مذاقه،لم أقدر أن أنسى "صورتك من بالي" فكيف أن تعود راحة البال دونك؟

أنتِ "نور عيوني" و أنت صاحبة الزول الفارق "ع الغزال بصيفة" حقيقاً أنا "مرايف عليك" ي صاحبة "السماحة و رشاقة القد" .. أحياناً أنساك..لكن سرعان ماتعيدك "أفكاري ليا" ي "غزال الوادي".
و رغم أن "الغرام خذاني" في "شوارع المدينة" و طال "الإنتظار" لـ "كلمات الحب" في "شمس الشمس"  وهكذا كان حال الكثيرين في "المدن الكبيرة".
فأنا لست "بياع الهوى" تحت  "شباكك" ي ذات "العيون الحور"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق