الأربعاء، 1 يوليو 2015

حائط المبكى

على الرصيف .. أنا جالس .. أشحذ الرأي العام .. أن يُفهمني مالذي يحصل .. لايريدون ذلك .. أحدهم يعطف علي بكوب "مكياطة" و الأخر بـ"سبسي مالبورو" .. عجوز ترمي لي علبة عصير .. و شاب غني يرمي لي بدينار.
أنا لا أريد كل ذلك .. أريد عقلاً .. فاهماً واعياً .. يعي مالذي يحصل.
أحقاً الحوار في مصلحتنا و المسودة ستجعلنا نخلد في نعيم و توقف الحرب؟
أحقاً أن الحسم العسكري هو سبيل رشدناً الوحيد؟
أحقاً أن الأمم الكبرى تسعى جاهدتاً ليحل السلام في بلدنا؟
لا أعلم .. فلتسقط بلدنا جمعاء .. و لتحترق رايتنا .. هذه الدعوة التي لن تخترق سقفي لا تشمل تلك المدينة ذات التخطيط الشعاعي و التي تقع في حوض المتوسط على خط عرض32.11667 و خط طول 20.06667 و التي لم أعد أعلم مالذي يدور فيها.
هل هي حقاً في حرب؟ أم أن الحياة فيها عادية لكنها مصحوبة ببعض الإشتباكات؟
ما أجمل أن لاتكون فقيهاً في هذه المواضيع .. أن تكون من العوام .. يهمك الخبز .. يهمك الماء .. ولاتهمك الكراسي ولا من يجلسون عليها.. ما أجمل السلبية .. ليحترق السسياسيون .. ولا أحترق أنا .. أنا المواطن أنا الثقافة و الغناء ..أنا من يكتب الجداريات على حوائط بنغازي ولو دمرت الحرب كل حيطانها ولم يتبقى إلا حائط واحد .. سأجعله حائط المبكى و أبكي عليه .. سأبني حائطاً على قبور السياسيين .. لا أبكي عليه .. بل أتبول .. عسى أن يستفيقوا وهم أموات من رائحة النشادر .. مع أنني أشك .. لأنهم حتى وهم أحياء لم يستفيقوا من رائحة الدماء .. فقد أغنتهم رائحة كراسي الجلد.

هناك تعليقان (2):