السبت، 11 يوليو 2015

بـ سريالية.



على إحدى تلال الفردوس الأعلى .. أجلس وحيداً .. معي ربع كأس من "جاك دانيل" المكسورة ببعض حبات الثلج.
أنا أسمطها الأن .. قبل هذا كُنت على ضفاف النهر الصناعي العظيم ..  أخبروني أن العشرات يصطادون الأسماك هناك .. لم أجدهم .. سألت شخصاً يبتاع التين مهاجراً من فلسطين .. أين ذهب صيادوا السمك .. أجابني بعد أن أجبرني على شراء حبتي تين بربع ين ياباني قال : أكلتهم الأسماك.
لم أفهم شئ .. إخترت إشعال سيجارة محلية الصُنع من واو الناموس .. الذي لا زال يقرص .. لا زال يمتص دمي البارد و الثقيل .. مضيت في تفاهة من أمري .. وجدت زمرة من الأشخاص .. كتبوا على جباههم "نحن الخونة"
قلت لهم ماذا فعلتم ببنغازي ي خونة .. قالوا زرعت فحصدنا و وسوت فأكلنا .. و سقت فشربنا .. وهذا ماوجدنا عليه أبائنا و اجدادنا.
سألتهم عن برينتشي .. هل يمكنها أنت تقضي الليلة بصحبتي في عشة على شاطئ جليانة .. قالوا لا فقد حرمت عليها الأميرة جوليانا دخول الشاطئ .. قلت و يوسبريدس؟
قالوا أنها غارقة في النوم على ضفاف نهر الليثون ..
طيب كيف حال الليثي و الليثون؟
قالوا لي أن خط "بركة بوهديمة" مليئ بالحافلات وتستطيع الركوب من هناك.
- انا أسألكم عن الليثون و الليثي؟
أحضروا بندقية علي العبد و هددوني بها أن لا أسأل هذا السؤال مرة أخرى.
سألت عجوزاً يشرب القهوة أعلى ناطحة سحاب في السلماني .. ممسكاً جريدة .. يقرأ.
سألته ماذا تقرأ ي حاج؟
قال لي بأن ليون أصدر مسودة أخيرة و تم توقيعها .. و أن هناك ضابطاً في الجيش أتى من وادي جهنم شرقي سرت يريد أن ينقلب على شيشنق و يحكم ليبيا و لكن بعضاً من صحوات بوهديمة أحبطوا محاولته .. قلت من كتب هذا الخبر؟
قال لي بأن شاباً صغيراً بداء جديداً و أخباره ممتازة ينشر في بوابة الوسط و إسمه الصادق النيهوم.
فجأة صاح صوت يأوي بغمرة صوت الذئب تبعه شخص جهير يروي قصيدة تقول " عقبال مية عام وانت كي مانت شامخ كيف هامات السحاب"
أخرج الحاج هاتفه الجوال نوع "قاريونس" مجيباً : أيوة ي فطومة

.. شوي ونروح تبي حاجة نجيبها ع الغداء من شط السلماني؟ .. تم ي بيبي اني مروح .. مي تو :*.
أبديت إعجابي برومانسية الحاج .. و لم أنسى سؤالي  عن القصيدة اللي رنت في هاتفه.
أجابني الحاج بأنها قصيدة لشاعر جديد إسمه أحمد رفيق المهدوي .. و أن وزير التعليم خليفة حفتر هو من يرويها بصوته وتم تسجيلها في أحد الصالونات الثقافية بمدينة اجخرة عاصمة الثقافة.
سرحت بنظري و فكري و "تنحت" حتى استقيضت على صوت أمي و هي تخبرني أن أذان المغرب قد أوشك و أن الحاج بوزيد جارنا قد قتل بقذيفة عشوائية أصابة منزله فأردته قتيلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق